علم أنّ اتصالات قام بها الرئيس فؤاد السنيورة في الساعات الأخيرة، طلب فيها من أكثر من مفتاح انتخابي سبق وعمل معه في انتخابات 2022 النيابيّة، الاتجاه للتصويت لعدد من المرشّحين السنّة على لائحة "بيروت بتجمعنا" إضافةً لمرشّحي القوّات والمطران عودة، مع عدد من المرشّحين السنّة على لائحة "ولاد البلد".
فهل أوعز الرئيس السنيورة لـ"جماعته" رغم قلّة عددهم في بيروت، تشطيب الأحباش والثنائي الشيعي لمصلحة اللائحة المقاصديّة؟!
sadawilaya.com
علم أنّ حـ ـز ب الله اتخذ قرارًا بتأمين النقليّات من الجنوب إلى بيروت للمقترعين في الانتخابات البلديّة يوم الأحد، وذلك بناءً على معطيّات تقول إنّ أصوات الناخبين الشيعة من سكّان بيروت لن تكون وحدها كافية لتأمين وصول لائحة "بيروت بتجمعنا" التي تضمّ تحالفًا عريضًا من الأحزاب.
sadawilaya.com
يشكو عدد كبير من الناخبين البيارتة، تواصل بعضهم مع موقع ، أنّ مرشّحي ومرشّحات لائحة "بيروت مدينتي" يتهرّبون من الإجابة عن أسئلة أهل بيروت عن موقفهم من المثليّة الجنسيّة، وهو الأمر الذي دفع كثر إلى التراجع عن قرار تصويتهم للائحة، التي كانوا سيجدون فيها بارقة أمل في ظلّ عدم رضاهم الكبير عن باقي اللوائح، وتحديدًا لائحة الكوكتيل السياسيّة والحزبيّة.
هذا ويتّهم البعض مشروع "بيروت مدينتي" بأنّه يتبنّى فكرة القبول بـ"المثليّة الجنسيّة"، دون أيّ توضيح أو رد من أعضاء اللائحة وداعميها، وتحديدًا نوّاب التغيير، الذين إمّا يتهرّبون من الإجابة إن كانوا في أحياء بيروتيّة معيّنة، أو يجيبون بأنّ الحريّات الشخصيّة مقدّسة إن تواجدوا في أحياء بيروتيّة أخرى.
sadawilaya.com
في مدينةٍ اختُزل فيها المشهد الانتخابي في دبكةٍ وموسيقى، قرّرت لائحة "بعلبك مدينتي" أن تُنازل "المحدلة" الحزبيّة بـ"الفولكلور"، لا بالبرامج. استعراضٌ راقصٌ تحت أضواء "الاختلاف الثقافي"، ظنًّا أنّ البهجة كافية لإزاحة ماكينةٍ انتخابيةٍ مدجّجة بالتحالفات والتاريخ. لكن أيُّ رسالة تُرسَل للناس حين يُصبح الفارق الطبقي عنوانًا للمعركة، لا تحسين الخدمات، ولا معالجة الكهرباء، ولا مصير النفايات؟
الخطورة لا تكمن في رقصةٍ على منصّة، بل في عقليّةٍ تُبدّد جوهر المعركة الانتخابيّة في بعلبك: من سيتفوّق في الرمزيات، لا في النتائج. هكذا يُستبدل النقاش العام بحـ ـرب ناعمة، فيما تضيع الأسئلة الحقيقيّة بين التصفيق والاصطفاف.
الاختلاف حقّ، لكن حين يُصبح سلاحًا دعائيًّا، يتحوّل إلى كاريكاتور ديمقراطي.